هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  مشاركات جديدهمشاركات جديده  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 هوِّدوا الجليل يا عرب!/بقلم رازي نجّار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاصف العاصفة




عدد الرسائل : 38
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 11/11/2007

هوِّدوا الجليل يا عرب!/بقلم رازي نجّار Empty
مُساهمةموضوع: هوِّدوا الجليل يا عرب!/بقلم رازي نجّار   هوِّدوا الجليل يا عرب!/بقلم رازي نجّار Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 16, 2007 7:53 pm

وبينما أنا في طريقي إلى زيارة أهلي الجُدد (أي أهل زوجتي منذ عقدين ونيّف) في قرية الرامة الجليلية الصحراوية (فالميْ قطعها الأفندي كما في غزّة)، وإذ بيافطة إعلانية ("شيلط حوتسوت"، وبالعربي إعلان من فئة بنات الشوارع) عُلِّقت على حظيرة بقر "أحيهودية"، قائمة على أنقاض البروة المنكوبة، تبشر، بلغة عربية، بما يلي: "الجليل.. كل الإمكانيات في مكان واحد". للوهلة الأولى -ولأنني وزوجتي، كالعادة، كنا مأخوذين حدّ الصراخ بمسائل أهم بكثير مثل ارتفاع درجة حرارة الأرض وأزمة دارفور والعلاقات الأسترالية – الصينية وتأثيرها على "النسدك" ونوع الصلصة الذي سيطيّب وجبة السمك المعدّة خصيصًا لكُريْش أعزّ نسيب في العالم– ظننتُ أنّ الإعلان إيّاه ما هو إلا محاولة أخرى (الحركة على الهمزة تحت تصرفكم) لإحياء سياحة شمالية ضعضعتها منذ صيفين "سَماحة" جنوبية.

لكنّ الوهلة الثانية وضّحت لي، بعد أن رأيتُ الإعلان في "الصنارة" أنّ الإعلان ما هو إلا نوع من أنواع الاستهبال الذي تمارسه دولة الشعب المختار بحقنا نحن– الأقلية القومية التي يُراد لها أن تعيش على المياه المعدنية، وليس لدوافع صحيّة!

وكي لا تظنوا فينا تضليلاً وتزييفًا، أضع أمامكم ما جاء في الإعلان، الصادر بتوقيع من "النقب والجليل– حيّز الإمكانيات في إسرائيل" و"وزارة تطوير النقب والجليل" و"سلطة تطوير الجليل"، كلمة بكلمة، وبكل عيوبه: "اليوم أكثر من أي يوم، الجليل أقرب إليكم من أي وقت أخر، في الجليل كل الإمكانيات في حيز واحد، اليوم انتم مدعوون للحصول على إمكانيات وفرص أكثر في جميع المجالات، العيش والسكن في بيئة خضراء، مستوى التعليم الأكاديمي العالي، وإمكانيات وفرص العمل. الجليل بيتك وعملك وبلدك".

وقبل أن نكمل، أعلمكم فقط أنّ مُروّج هذا الإعلان هو صحفي سابق، جلال بنا، مراسل "هآرتس" و"معريف" السّابق ومستشار شمعون بيرس في وزارة تطوير النقب والجليل، ولن أقول عنه أكثر من ذلك، لأنني لا أريد أن أدخل بين البصلة (الدولة) وقشرتها.



جليلنا وجليلهم!



كان واضحًا لي منذ قراءتي للإعلان أنني أمام دعاية صهيونية بامتياز، كنتُ شاهدتُ مثلها مثائل، لكن باللغة العبرية، ففي النهاية "جمهور الهدف" في عملية "تهويد الجليل" (أي جعله يهوديًا) هو يهودي، فماذا تفعل هذه الدعاية على صفحات جريدة عربية، حتى ولو كانت هذه الصحيفة اندماجية متأسرلة بناسها ونصّها؟ لا أعلم، قلتُ لنفسي الحائرة، ورفعتُ سماعة الهاتف واتصلت بجلال بنا، فأربكه سؤالي ولعبها "روش كطان"، بلغتهم، وأحالني إلى الناتقة بلسان "سلطة تطوير/ تطهير الجليل"، فالجواب عندها إذا اتصلت، لكنني لم أفعل، واكتفيت بالاتصال برقم الهاتف الظاهر في الإعلان، وكان ما يلي:

- حركة "أور للمهمات القومية في دولة إسرائيل"، صباح الخير، سريت تتكلم، كيف باستطاعتي مساعدتك؟

- قرأتُ إعلانكم في صحيفة عربية، وأنا معني بالسكن في الجليل، وأفكّر أن أترك حيفا.

- صحيفة عربية قلت؟

- نعم!

- نحن نعلن في صحيفة عربية؟!!

- أجل أجل، وأنا أيضًا دهشت...

- غريب...

- واضح أنّ أهدافكم صهيونية.

- ممممـ.. بإمكانك قول ذلك.

- وهل تستطيعون مساعدتي في إيجاد سكن في الجليل؟

- لا أعتقد، فنحن نوجّه فقط، ولكل بلدة هنالك "لجنة قبول" تقرر، حاول إن شئت!

- سأحاول... شكرًا.

وبما أنني مازوشيّ إلى حدّ معيّن، قلت أستمر في تعذيب نفسي لدقائق إضافية وزُرتُ موقع "أور" المشأوم (www.or1.org.il )، فوجدته، من خلال فيلم فيديو، مدججًا بالبروبغندا الصهيونية بكل مركّباتها: الشعب العائد إلى وطنه، وصورة بن غوريون، وتقوية الديموغرافيا، والأرض القاحلة التي تنتظر الإصلاح، والحلوتسيم الذين يبنون أمة تبني الوطن القومي لليهود وإلخ... لا تصدقونني؟ زُوروا الموقع وشاهدوا بأنفسكم ما يسمونه "جليلهم". أما جليلنا، نحن العرب الذين نعكّر صفو أجواء جليلهم، فهو كما تدلّ الأحداث الجارية، ذاهب بخطوات ثابتة نحو الانفجار القادم، فلا ميزانيات، ولا بُنىً تحتية، ولا مسطحات بناء، ولا فرص عمل، ولا مجمعات سكنية جديدة، ولا مؤسسات رفاء، ولا جهاز تعليم جيدًا، ولا حتى مياه للشرب! ومن يريد أن يتعمّق في همّنا الجماعي فليتابع نشاط أحزابنا وجمعياتنا التي ترصد وتكافح "تطهير الجليل".

ما زلت لا أعرف الإجابة على الجدوى المرجوة من إعلان "تهويد الجليل" في اللغة العربية، وأجدني أتخيّل مُهلوسًا أنّ العقل المدبّر لهكذا فعلة كان سيسبق نكبة 1948 بحملة مشابهة مثلاً: "قريبًا.. سنخفف من الازدحام السكني في فلسطين"، أو شيء من هذا القبيل. لكن المنطق المبطن في هذا النهج، هو على ما يبدو، إستراتيجية "رفع العتب"، أي كي تقول المؤسسة ذات يوم أسود مستقبلي: "قلنا لكم، وأعلنا في صحفكم، لكنكم لم تأتوا للسكن في الجليل"، وكأننا لا نسكن في الجليل رغم تمييزهم وعنصريتهم!

قبل أيام، وقّع 90 صحفيًا ميثاق شرف الإعلام، جاء مما جاء فيه، ضرورة التزام الصحافة العربية بالهمّ الجمعي والقضية الفلسطينية التي نحن جزء منها، وهذه خطوة مباركة، ولكن منقوصة. فليس الصحافيون، بغالبيتهم على الأقل، سببًا للوجه المختل لوسائل إعلامنا، بل أرباب الصحف الذين لا يرون أبعد من حساباتهم البنكية، وإلا كيف تفسّرون نشر إعلان يدعو العرب إلى "تهويد الجليل" في صحفهم؟

للنهاية، أطرح أمامكم اقتراحًا عمليًا، وأطلب منكم أن تتصلوا على الرقم الذي ظهر في الإعلان (26-25-70-1700) وأن تُحرجوهم بتساؤلات حول إمكانيات "تعريب" الجليل. هذا سيزعجهم، وهو المطلوب!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هوِّدوا الجليل يا عرب!/بقلم رازي نجّار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات وطني الفلسطيني الحبيب :: مدن الــ 48-
انتقل الى: