غزة تشيّع اثنين من ضحايا الأحداث الدامية.. وفتح تعلن اعتقال 400 من عناصرها.. والداخلية المقالة تقول إنهم مخلون بالنظام
شيعت جماهير غفيرة في قطاع غزة ظهر اليوم الثلاثاء جثامين اثنين من ضحايا الاحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة في اعقاب المهرجان التأبيني للرئيس ياسر عرفات.
ففي بلدة بيت حانون شيعت الجماهير جثمان الطفل ابراهيم محمود احمد ( 12 عاماً) من منزله وأدوا الصلاة عليه بمسجد النصر بالبلدة ثم الى مقبرة البلدة حيث ووري الثرى.
وفي مدينة غزة شيع المواطنون جثمان المواطن حسام العوضي الذي تم التعرف على هويته في ساعة متأخرة من مساء امس.
وانطلق المشيعون في حالة من الوجوم والغضب لما شهدته المدينة من أحداث مؤسفة امس حيث تم أداء الصلاة على المواطن العوضي بمسجد قريب من منزل ذويه في حي الزيتون جنوب مدينة غزة ثم إلى مقبرة الشهداء شرقي المدينة.
وكان خمسة آخرون من ضحايا احداث الامس قد تم تشييع جثامينهم في ساعات متتالية من مساء امس دون مراسيم تشييع رسمية.
وقد شهدت غزة صباح اليوم حالة من الحداد طالت أجزاء واسعة من مناحي الحياة حيث استنكف التجار عن فتح ابواب محالهم ولم يلتحق أي من المدرسين بعملهم فيما اغلقت المداس ابوابها بالأقفال في وجه الطلبة الذين رجعوا إلى منازلهم وسادت حالة الوجوم وجوه المواطنين الذين انهمك بعضهم بالحديث عما حدث فيما التزم آخرون الصمت.
وفي ذات الوقت قامت شرطة الداخلية بالحكومة المقالة بحملة اعتقالات في صفوف كوادر وأعضاء من حركة فتح وصلت إلى 400 عنصر منذ مساء امس الاثنين.
وقال حازم ابو شنب الناطق باسم فتح في القطاع "ان قوات الامن التابعة لحماس اعتقلت 400 من اعضاء فتح وانه طلب من عشرات الحضور الى مراكز الشرطة لاستجوابهم".
وفي اتصالات متلاحقة على وكالة "معا" قال المواطنون انه تم اعتقال نحو ثلاثين فتحاويا خلال حملة مداهمة للمنازل في المنطقة الوسطى من القطاع فيما اعتقل سبعة آخرون في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وشملت المداهمات منزل ابو يوسف مقداد قائد كتائب شهداء الاقصى- جيش البراق حيث امهلت عائلته ساعة لتسليم نفسه, ومن بين المعتقلين: محمد النحال امين سر اقليم غرب غزة، سليمان الرواغ من قيادات الإقليم ذاته، وصبحي شرف مسؤول شعبة، وأنور غنيم امين سر منطقة مشروع بيت لاهيا وصالح قداس عضو قيادي بارز بالحركة.
وفي رفح تبين ان شرطة الحكومة المقالة اعتقلت 18 كادرا من حركة فتح، كما قالت وكالة "وفا" للانباء ان الشرطة اعتقلت محررها حسام المغني.
وتم مداهمة منزل مدير العلاقات العامة بجهاز الامن الوقائي سابقا واعتقاله ويدعى صلاح ابو وردة الملقب "ابو هاجم".
من جانبها نفت وزارة الداخلية بالحكومة المقالة "ان تكون الاعتقالات التي تقوم بها على خلفية سياسة".
وقالت في بيان لها "إن الذين اعتقلوا على خلفية إخلالهم بالأمن والنظام العام وخلق الفوضى وتحريضهم على الشغب".
وهاجمت "حكومة رام الله" قائلة: "انها حرضت الجماهير وحاولت إعادة الفلتان لعهده السابق وهو ما يخدم الاحتلال الإسرائيلي".
ودعت الوزارة جميع المواطنين إلى الحفاظ على الأمن والنظام ورفض جميع الدعوات الداعية إلى الإخلال بالأمن وإعادة الفلتان والتوحد ضد من اسمتها "الفئة الباغية".
وقالت انها ستلاحق جميع "العابثين والمنفلتين والذي أخلّوا بالأمن والنظام العام خلال مهرجان ذكرى الراحل أبو عمار".