أنابوليس فرصة تاريخية للشرق الاوسط وتراجع الانقلابيين عن الانقلاب هو الطريق لعودة الوئام.
اعتبر الرئيس محمود عباس "أبو مازن" المؤتمر الدولي للسلام المقرر انعقاده في انابوليس بالولايات المتحدة نهاية تشرين الثاني الجاري فرصة تاريخية لفتح صفحة جديدة في الشرق الاوسط.
ورأى "أبو مازن" في كلمة أمام الالاف ممن احتشدوا في ساحة المقاطة برام الله لاحياء الذكرى الثالثة لاستشهاد القائد الراحل ياسر عرفات, أن أساس الفرصة التاريخية للاستقرار في المنطقة "قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف واستعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، وتحقيق الأمن والسلام لنا وللإسرائيليين ولدول وشعوب المنطقة".
وقال: "إن خيارنا الاستراتيجي هو السلام الذي يقوم على تمسكنا الكامل بحقوقنا الوطنية، كما كفلتها لنا الشرعية الدولية، وعلى هذه المبادئ والمرجعيات نتحرك مع أشقائنا العرب، ومع المجتمع الدولي، من أجل إنجاح المؤتمر الدولي القادم الذي دعا إليه الرئيس جورج بوش".
واستعرض الرئيس عباس مناقب الشهيد الراحل "ابو عمار" وقال: "منذ اليوم الأول كان أبو عمار رمزا لرفض التسليم بالنكبة والهزيمة، وأن يصبح النضال مطلوباً لذاته، وأن تُحول قضية شعبنا الوطنية وتضحياته الغالية، ونزيف دمه الذي لم ينقطع، إلى مجرد شعارات براقة وأهازيج وقرع طبول جوفاء أو إلى سلع للاستعمال الاقليمي والداخلي من قبلِ أي نظام أو جهة اخرى غير شعبه وحركته الوطنية".
وأضاف "أنت وبوعي المؤمن بربه ثم بوطنه وشعبه، وبميراثه الثقافي والديني رفضت وبحزم الانجرارَ إلى استعمال ديننا الحنيف كأداة سياسية لتبرير مواقفك التي تتبدل حسب الظروف والأحوال او للتغطية على أي خطأ نقترفه, وأنكرت بشكل تام اللجوء الى تخوين من يخالفك الرأي أو تكفير من يعارضك في السياسة أو المعتقد, وكنت أول من قدم قضية حماية المقدسات المسيحية على أرضنا باعتبارها مقدسات شعبنا الواحد أسوة بالمقدسات الإسلامية، وبدون تمييز أو تحيز".
ووجه "أبو مازن" في خطابه انتقادات لحركة الانقلابيين التي طالبها "بالتوبة" عن خطئها والعودة عن "انقلابها" العسكري في القطاع.
وقال: "نريد لهنية أن يصلح الله حاله وأن يهديه الصراط المستقيم، نحن لا ندع عليهم، بل ندعوا لهم بالهداية، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.. أنهم جزء من شعبنا ونطلب منهم العودة عن أخطائهم، فكل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون".
واتهم الانقلابيين بالعمل على فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية, "كما انها لن تستطيع تحت دعوى الرغبة في الحوار غير المشروط كما تزعم ألسنتهم وبهدف التضليل والتعمية، أن تخفي حقيقة ما تصنعه أيديهم على الأرض بالتسريع في إقامة كيان انفصالي معزول تهيمن عليه فئة تنكرت للديمقراطية وللقيم التي رسخها نضالنا المعاصر بقيادة أبي عمار, وعليهم أن يفهموا أن عودتهم وتراجعهم عن انقلابهم الأسود هو الطريق الوطني الأمثل والأنجح لعودة اللحمة والوئام".
وأضاف الرئيس عباس "نقول لأهلنا في غزة إن هذه المؤامرة الانقلابية على وحدة وطننا ومستقبل شعبنا لن يكون مصيرها غير الفشل، ولن نسمح بتجويع أهلنا وتدمير اقتصادنا في القطاع وتحويله إلى سجن جماعي في ظل الحصار الإسرائيلي وبطش الزمرة الانقلابية، والتي لا يمكن السكوت عليها من قبل الأسرة الدولية وكل محب للعدل والسلام في العالم".