اسلام اباد (رويترز) - قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي يتعرض لضغوط من منافسيه وحلفائه الغربيين لإعادة باكستان الى مسار الديمقراطية يوم الاحد ان الانتخابات العامة ستجرى بحلول اوائل العام القادم.
وقال مشرف وهو ايضا قائد للجيش تولى السلطة قبل ثماني سنوات انه سيتم حل الجمعية الوطنية الباكستانية والمجالس الاقليمية خلال الايام القادمة حتى يتسنى اجراء الانتخابات قبل التاسع من يناير كانون الثاني.
لكن مشرف لم يفصح عن موعد لانهاء حالة الطواريء التي أعلنت قبل اسبوع.
وقال الجنرال مشرف انه سيستقيل من منصبه كقائد للجيش وسيؤدي اليمين كرئيس مدني بمجرد أن يبت القضاة الجدد الذين جرى تعيينهم في المحكمة العليا في مدى شرعية اعادة انتخابه في السادس من أكتوبر تشرين الاول رئيسا للبلاد.
وقال مشرف في مؤتمر صحفي بثة التلفزيون الرسمي "اتمنى ان يحدث ذلك بأسرع ما يمكن." وأضاف انه يتوقع ان يتم الافراج عن جميع الذين اعتقلوا خلال الاسبوع المنصرم وان يشاركوا في الانتخابات.
وغادرت زعيمة المعارضة بينظير بوتو اسلام اباد في وقت سابق متوجهة الى مدينة لاهور بشرق باكستان حيث تعتزم البدء في مسيرة احتجاجية يوم الثلاثاء ما لم يتراجع الجنرال مشرف عن فرض حالة الطواريء ويعيد العمل بالدستور.
وأقال مشرف منذ أن علق العمل بالدستور قبل اسبوع معظم القضاة وسجن محامين واعتقل معظم المعارضين السياسيين والناشطين في مجال حقوق الانسان معللا اتخاذ هذه الخطوات بان السلطات القضائية تعرقل المعركة ضد المتشددين والتطرف.
ويقول دبلوماسيون ان هدف مشرف الرئيسي من فرض حالة الطواريء كان منع المحكمة من اصدار حكم بعدم شرعية اعادة انتخابه وهو ما كان سيدعم احتجاجات المنافسين في انه لم يكن له الحق في خوض الانتخابات بينما لا يزال قائدا للجيش.
وقال مشرف انه سيتم تشكيل حكومات انتقالية فور حل الجمعية الوطنية في 15 نوفمبر تشرين الثاني والمجالس الاقليمية في 20 نوفمبر تشرين الثاني.
واضاف مشرف "هذا تاريخ أيها السادة والسيدات لان هذه هي المرة الاولى التي ستنهي فيها كل المجالس فترات ولايتها."
وقال الرئيس الامريكي جورج بوش الذي يصف مشرف بأنه حليف في القتال ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان ان يتوقع من مشرف الذي تولى السلطة في انقلاب ابيض عام 1999 ان يتنحى عن منصبه كقائد للجيش ليصبح رئيسا مدنيا ويجري انتخابات.
وقبل ان يعلن مشرف حالة الطوارئ يوم السبت الماضي وهو ما اثار عاصفة من الانتقادات كان من المتوقع اجراء الانتخابات بحلول منتصف يناير كانون الثاني اي بعد شهرين من الحل المتوقع للجميعة الوطنية والمجالس الاقليمية.
وقال بوش يوم السبت انه يصدق كلام الرئيس الباكستاني.
واضاف بوش "انه يعلم موقفي". وتابع "أود أن أذكركم بانه أعلن انه سيخلع زيه العسكري وأعلن انه ستكون هناك انتخابات وهي خطوات ايجابية."
ومضى يقول "نعتقد ايضا ان تعليق مرسوم الطواريء سيسهل من عملية ازدهار الديمقراطية."
وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن تعرقل الاضطرابات جهود حليفتها باكستان في الحرب على الارهاب. وتخوض القوات الباكستانية قتالا ضد تمرد اسلامي متزايد على الحدود الافغانية حيث يعتقد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة يختبيء هناك.
ورفعت الاقامة الجبرية عن بوتو التي يعتبرها مشرف حليفا محتملا بعد الانتخابات العامة في نفس اليوم وواصلت سيل الانتقادات للجوء الجنرال مشددا الى الحكم الشمولي.
وقالت بوتو في كلمة ألقتها أمام دبلوماسيين في حفل استقبال استضافه موالون لها في مجلس الشيوخ ليل السبت ان "باكستان في ظل الدكتاتورية كاناء طهو بالضغط.
"ومع عدم وجود متنفس فان تلهف شعبنا للحرية يهدد بالانفجار."
واشتبك مؤيدون لحزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بوتو مع الشرطة في روالبندي بعد ان منعت الشرطة زعيمتهم من المشاركة في مسيرة مناهضة للحكومة هناك.
واستخدمت الشرطة الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفرقة محتجين في مناطق مختلفة من البلاد ولكن لم تقع أعمال عنف كبيرة.
وقال الجيش ان مشرف تحدث مع قادة الجيش أمس السبت وأبلغهم بأن اعلان حالة الطواريء كان قرارا صعبا للغاية ولكنه ضروري لضمان فاعلية الحكم والحفاظ على جهود مكافحة الارهاب وتوفير المناخ لانتقال سياسي يتسم بالاستقرار