تفاصيل مخطط إسرائيلي لضرب منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية
محيط - وكالات
مفاعل بوشهر النووى الايرانيعواصم: يبدو ان طبول الحرب على إيران بدأت تدق بالفعل في تل ابيب بعدما سربت صحيفة "تايمز" البريطانية تفاصيل مخطط إسرائيلي بشن عدوان وشيك ضد منشآت إيران النووية يهدف الى تدميرها في الوقت الذي تحدثت فيه وسائل إعلام عبرية عن رفع حالة التاهب القصوى في محيط مفاعل ديمونا النووي وهو ما فسره البعض عن اقتراب ساعة الصفر للهجوم المحتمل ضد إيران.
وذكرت تقارير إخبارية ان الاجتماعات التي عقدت مؤخرا وضمت خبراء عسكريين إسرائيليين وأمريكيين، أكدت إن القدرات العسكرية التقليدية لن تكون لها الفعالية المطلوبة في تدمير المواقع النووية الإيرانية المحصنة على أعماق تتراوح بين 70 – 90 قدماً من الصخور والخرسانة المسلحة داخل الأرض. وأضافت إن القدرات العسكرية غير التقليدية (وتحديداً مقذوفات البنر – باست، جو-أرض المزودة بالرؤوس النووية) هي الوسيلة الوحيدة القادرة على تدمير الأهداف الإيرانية.
يأتي هذا في الوقت الذي أشارت فيه تقارير الى وجود خلاف بين واشنطن وتل ابيب حول توقيت تنفيذ الضربة، فالإسرائيليون يقولون أن الوقت قد حان لتنفيذ الضربة العسكرية النووية الوقائية ضد إيران، وذلك لأن عام 2008م القادم من جهة هو عام حسم بالنسبة لإيران، لأنها سوف تحصل بانقضائه على القدرات النووية، ومن الجهة الأخرى هو عام حاسم بالنسبة لإسرائيل لأنه سيكون قد فاتها استغلال الفرصة لعرقلة إيران في مشروعها الطامح إلى امتلاك القدرات النووية، وسوف لن تستطيع التعايش مع وجود إيران النووية خاصة وأن رئيسها أحمدي نجاد طالب بإزالة إسرائيل من الوجود.
تفاصيل المخطط الإسرائيلي
يقوم سربان جويان إسرائيليان بإلقاء القنابل الذكية الموجهة بالليزر على كل موقع إيراني يشتبه في كونه منشأة نووية، ويترتب على سقوط تلك القنابل نشوء حفر عميقة في موقع سقوطها أعلى الهدف المحصن في باطن الأرض. ويتبع ذلك إلقاء مقذوفات ميني نيوك الصاروخية وهي عبارة عن صواريخ جو-أرض مزودة برؤوس غير تقليدية (نووية) صغيرة، بحيث يتم توجيهها عن طريق الليزر والأقمار الصناعية لتسقط مباشرة في الحفر التي سبق وتم ثقبها بواسطة القنابل الذكية.
ويتوقع الخبراء العسكريون الإسرائيليون ان تدخل الصواريخ النووية الصغيرة (ميني نيوك) بدقة في الثقوب، وبعد ذلك تتوجه عميقاً في باطن الأرض، بحيث تصل إلى عمق التحصينات الإيرانية. كما يؤكدون ان الانفجارات النووية الناتجة سوف تكون في باطن الأرض ولن يكون هناك أي تسربات إشعاعية ناتجة من الانفجارات على سطح الأرض.
واضاف الخبراء ان درجة الحرارة الناتجة من شدة الانفجارات إضافة إلى الضغوط الهائلة التي سوف يولدها الانفجار في باطن الأرض ستؤدي إلى القضاء على المنشآت النووية الإيرانية نهائياً. ويقول الخبراء ان الهدف الرئيسي الذي سوف تستهدفه إسرائيل داخل الأراضي الإيرانية هو مفاعل "ناتانتز" الإيراني.
وترجح التقارير استخدام الأراضي العراقية لضرب إيران، ذلك لأن القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في العراق من الممكن بكل سهولة أن تستضيف بسرية تامة الطائرات الإسرائيلية، وبالذات في القاعدة الجوية الأمريكية الموجودة في محافظة الأنبار القريبة من الحدود الأردنية طالما أن المكان الأكثر أمناً واحتمالاً لمرور الطائرات الإسرائيلية في الوقت الحالي هو الأجواء الأردنية.
المواقع الإيرانية المستهدفة
منشأة نووية إيرانية
وتشير التسريبات الى ان الأهداف الإيرانية التي حددها الإسرائيليون مبدئياً ، هي ثلاثة أهداف من جملة المواقع والمنشآت النووية الإيرانية التي تجاوز عددها 21 منشأة حتى نهاية العام الماضي، والأهداف الثلاثة هي:
منشأة ناتانتز النووية: وتتضمن هذه المنشأة مكثفات الطرد المركزي البالغ عددها 3000، والتي أعلن الرئيس الإيراني تركيبها خلال الأسابيع الماضية، والدور الوظيفي الحالي لمنشأة ناتانتز هو القيام بعملية تخصيب اليورانيوم، ويرى الخبراء الإسرائيليون والأمريكيون بأن تدمير منشأة ناتانتز سوف يترتب عليه حرمان إيران من القيام بعملية تخصيب اليورانيوم، والتي تمثل العمود الفقري الرئيسي للبرنامج النووي الإيراني.
منشأة آراك النووية: وتتضمن هذه المنشأة مفاعل إنتاج الماء الثقيل، إضافة إلى أنها سوف تقوم في الفترة القادمة بإنتاج البلوتونيوم الكافي لصنع القنبلة النووية، ويرى الخبراء الأمريكيون والإسرائيليون بأن تدمير هذه المنشأة سوف يترتب عليه حرمان إيران على المدى الحالي من إنتاج الماء الثقيل، ومن إي احتمالات لامتلاك إيران لقدرات إنتاج البلوتونيوم في المرحلة التي تسبق مباشرة صنع القنبلة النووية.
منشأة أصفهان النووية: وتتضمن تقنيات عمل تحويل اليوانيوم، إضافة إلى وجود مخزونات الغاز الكافي للاستخدام في عملية تخصيب اليورانيوم، وتتميز هذه المنشأة بوجود أنفاقها العميقة التي تستخدم كمخازن باطنية للغاز والمواد النووية الأخرى.
استنفار أمني إسرائيلي في محيط مفاعل ديمونا
مفاعل ديمونا
كانت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي ذكرت في وقت سابق أن قوات الدفاع الجوي الصاروخية الإسرائيلية وضعت في حالة تأهب قصوى في محيط مفاعل ديمونا النووي الذي يعتقد ـ وفق شهادة الفيزيائي النووي"الإسرائيلي المنشق" مردخاي فعنونو ـ أنه المكان الذي يتم فيه تصنيع القنابل النووية ، ولاسيما الطابق الثاني منه تحت الأرض ( مؤلف من سبع طبقات تحت الأرض ـ حسب شهادته) .
وقالت القناة ، نقلا عن مصادر عسكرية إن بطاريات من صواريخ باتريوت جرى تحريكها هناك لحماية المفاعل ، وأرفقت القناة تقريرها بصور حية تظهر تحركات لبطاريات باتريوت في المنطقة . وأضافت القناة نقلا عن مصادر رسمية القول إن حالة التأهب "جاءت على أثر التطورات التي شهدتها المنطقة مؤخرا "، دون الإشارة إلى طبيعة هذه التطورات.
غير أن التصريحات التي نقلت على لسان مسؤولين أميركيين يوم الجمعة والتي أشارت إلى " خشية واشنطن من قيام إسرائيل بشن هجوم على المفاعل الإيراني " ، ربما كانت هي المعنية بالإشارة. ويرى مراقبون ان هذا التحرك قد يؤشر الى اقتراب ساعة الصفر لهجوم إسرائيلي ، أو إسرائيلي ـ أميركي ، على إيران ، وبالتالي توقع رد صاروخي إيراني على الهجوم .
واللافت في الأمر أن هذه التحركات جاءت بعد ساعات قليلة على إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش مساء الجمعة عن أي " اعتداء صاروخي على إسرائيل سيتسبب بحرب عالمية ثالثة " . وهو ما يعزز الاعتقاد بأن واشنطن اتخذت قرارا بـ " إرغام " إسرائيل على مهاجمة إيران بالنيابة عنها لتجنب تبعات النتائج المتوقعة على قواتها ومصالحها في المنطقة .
كما وتأتي هذه التطورات أيضا بعد بضع ساعات على وصول الوزير الإسرائيلي المكلف بالحوار الاستراتيجي مع واشنطن ، شاؤول موفاز ، إلى العاصمة الأميركية في زيارة طارئة هي الثانية له خلال أقل من أسبوعين . وكان أطلق تصريحا لافتا فور وصوله أكد فيه على " الدور الإسرائيلي في لجم الاندفاع الإيراني لاقتناء السلاح النووي حسب تعبيره.